مقالات قداسة البابا تواضروس الثانى

أخبار مسيحى دوت كوم

قداسة البابا يشهد حفل تخريج أولى دفعات برنامج لوجوس للقيادة

قداسة البابا يشهد حفل تخريج أولى دفعات برنامج لوجوس للقيادة

السبت ٩ سبتمبر ٢٠٢٣م.. ٤ نسئ ١٧٣٩ش. قداسة البابا يشهد حفل تخريج أولى دفعات برنامج لوجوس للقيادة شهد قداسة البابا تواضروس الثاني، أعمال اليوم الختامي لبرنامج لوجوس للقيادة (L.L.P) والذي...

الرياضة بين التدين والطائفية.. نادى عيون مصر يفتح الباب على قضية الأقباط المصريين وكرة القدم

الرياضة بين التدين والطائفية.. نادى عيون مصر يفتح الباب على قضية الأقباط المصريين وكرة القدم

أثار افتتاح نادي عيون مصر باب التقدم لاختبارات القبول جدلا واسعا، وجاء في الإعلان عنه في الصحف والمواقع القبطية: أعلن نادي عيون مصر الرياضية التابع لكنائس وسط القاهرة، فتح باب...

أسقف الشباب بالكنيسة الأرثوذكسية يطمئن الأقباط بشأن صحته من ألمانيا

أسقف الشباب بالكنيسة الأرثوذكسية يطمئن الأقباط بشأن صحته من ألمانيا

أسقف الشباب بالكنيسة الأرثوذكسية يطمئن الأقباط بشأن صحته من ألمانيا نشرت الصفحة الرسمية لأسقفية الشباب على موقع التواصل الاجتماعى "فيسبوك" فيديو للأنبا موسى أسقف الشباب بالكنيسة الأرثوذكسية يطمن فيهاجموع الأقباط...

"علامات نهاية الأيام" في عظة الأحد على قناة ON ابونا ارميا بولس

"علامات نهاية الأيام" في عظة الأحد على قناة ON ابونا ارميا بولس

أذيعت، كلمة للأب القمص إرميا بولس كاهن كنيسة السيدة العذراء بشارع عياد بك بشبرا عبر قناة ON إحدى قنوات الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية المالكة لقنوات (ON - dmc - الحياة...

ختام ملتقى شباب لوجوس الثالث

ختام ملتقى شباب لوجوس الثالث

الأحد ٢٨ أغسطس ٢٠٢٢م.. ٢٢ مسرى ١٧٣٨ش. ختام ملتقى شباب لوجوس الثالث استضاف ملتقى لوجوس الثالث لشباب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية صباح أمس المحامية الدولية الدكتورة ماري بقطر حيث روت تجربتها...

قداسة البابا ناعيًا نيافة الأنبا إيساك: عاش حياته هادئًا وصامتًا

قداسة البابا ناعيًا نيافة الأنبا إيساك: عاش حياته هادئًا وصامتًا

الأربعاء ٧ سبتمبر ٢٠٢٢م.. ٢ نسيء ١٧٣٨ش. قداسة البابا ناعيًا نيافة الأنبا إيساك: عاش حياته هادئًا وصامتًا نعى قداسة البابا تواضروس الثاني مثلث الرحمات نيافة الأنبا إيساك الأسقف العام الذي...

عظة الاربعاء: الأسرة المقدسة التي تشهد للمسيح".. الحلقة (١١) من "أسرتي مقدسة"

عظة الاربعاء: الأسرة المقدسة التي تشهد للمسيح".. الحلقة (١١) من "أسرتي مقدسة"

لأربعاء ٧ سبتمبر ٢٠٢٢م.. ٢ نسيء ١٧٣٨ش. "الأسرة المقدسة التي تشهد للمسيح".. الحلقة (١١) من "أسرتي مقدسة" ألقى قداسة البابا تواضروس الثاني عظته الأسبوعية في اجتماع الأربعاء مساء اليوم، من...

قداسة البابا تواضروس الثانى ينعى الملكة اليزابيث ملكة انجلترا

قداسة البابا تواضروس الثانى ينعى الملكة اليزابيث ملكة انجلترا

نعى قداسة البابا تواضروس الثانى ملكة انجلترا يوم الخميس 8 سبتمبر والتى حكمت انجلترا مدة سبعين عاما

قداسة البابا يستقبل نيافة الأنبا أنيانوس ووفد كهنة وأراخنة بني مزار

قداسة البابا يستقبل نيافة الأنبا أنيانوس ووفد كهنة وأراخنة بني مزار

الخميس ٨ سبتمبر ٢٠٢٢م.. ٣ نسئ ١٧٣٨ش. قداسة البابا يستقبل نيافة الأنبا أنيانوس ووفد كهنة وأراخنة بني مزار استقبل قداسة البابا تواضروس الثاني في المقر البابوي بالقاهرة اليوم الخميس، نيافة...

تفاصيل مساعدات الكنيسة للأسر الفقيرة.. تزويج الفتيات ومراكز لـعلاج الإدمان

تفاصيل مساعدات الكنيسة للأسر الفقيرة.. تزويج الفتيات ومراكز لـعلاج الإدمان

أعلنت أسقفية الخدمات العامة والاجتماعية والمسكونية بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية، 6 خدمات تقوم بها لمساعدة الأسر المحتاجة سواء فى تزويج الفتيات،

البابا تواضروس يبحث أوضاع لبنان والقدس مع ممثلى الكنيسة

البابا تواضروس يبحث أوضاع لبنان والقدس مع ممثلى الكنيسة

استقبل البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية، وبطريرك الكرازة المرقسية،

دير الشهيد مارمينا العجايبى بمريوط يحذر من "نصاب" ينتحل صفة راهب

دير الشهيد مارمينا العجايبى بمريوط يحذر من "نصاب" ينتحل صفة راهب

حذر دير الشهيد مارمينا العجايبى بمريوط، من شخص مجهول الهوية ينتحل اسم أحد الأباء الرهبان يقوم بالاتصال بالكنائس،

مطران شبرا يعلن فتح دير مارجرجس بميت دمسيس أمام الزائرين حتى 29 أغسطس

مطران شبرا يعلن فتح دير مارجرجس بميت دمسيس أمام الزائرين حتى 29 أغسطس

أعلن الأنبا مرقص مطران شبرا الخيمة وتوابعها، والنائب البابوي والمشرف على دير ما رجرجس بميت دمسيس،

صور.. البابا تواضروس يلتقى باحث دكتوراه الألحان القبطية فى العظة الأسبوعية بالكاتدرائية

صور.. البابا تواضروس يلتقى باحث دكتوراه الألحان القبطية فى العظة الأسبوعية بالكاتدرائية

استضاف البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، مساء اليوم خلال العظه الأسبوعية بالكاتدرائية،

الكنيسة الأسقفية تنظم تدريبا لمعلمى "الاحتياجات الخاصة" لخدمة أطفال التوحد

الكنيسة الأسقفية تنظم تدريبا لمعلمى "الاحتياجات الخاصة" لخدمة أطفال التوحد

استضاف مركز المنارة لخدمة ذوى القدرات الخاصة التابع للكنيسة الأسقفية بمصر، اليوم السبت،

مقالات البابا شنودة الثالث

     المال الحرام في التجارة والمعاملات

المال الحرام في التجارة والمعاملات

22 تموز/يوليو 2015

** المال الحرام عن طريق الغش: كأن يبيع أحدهم شيئًا به تلف على أنه شيء سليم، مستغلًا عدم اكتشاف الشاري للعيب الموجود في تلك البضاعة! ما أنبل البائع الذي بكل...

     شيطان التخدير وشيطان التأجيل

شيطان التخدير وشيطان التأجيل

22 تموز/يوليو 2015

حينما يكون الإنسان متيقظًا ومتنبهًا لنقاوة قلبه، صاحيًا عقلًا وروحًا، فإنه من الصعب أن يسقط... ولذلك قال أحد الحكماء: "إن الخطيئة تسبقها إما الشهوة أو الغفلة أو النسيان" فحالة الغفلة...

    الشهوة: أنواعها وخطورتها

الشهوة: أنواعها وخطورتها

21 تموز/يوليو 2015

** الشهوة هي أصل وبداية خطايا كثيرة. فالزنى يبدأ أولًا بشهوة الجسد. والسرقة تبدأ بشهوة الاقتناء أو شهوة المال. والكذب يبدأ بشهوة في تبرير الذات أو في تدبير شيء ما....

    اللعنة

اللعنة

02 تموز/يوليو 2015

* اللعنة لم تصب آدم وحواء لسببين: أولا: لأن الله كان قد باركهما قبلًا (تك 1: 8) وهبات الله بلا ندامة (رو 11: 9)، ولا يرجع فيها مهما حدث. إنها...

 أنواع من الراحة

أنواع من الراحة

22 حزيران/يونيو 2015

موضوع الراحة ورد في أول الكتاب المقدس، في قصة الخليقة، حيث قيل (وبارك الله اليوم السابع وقدسه، لأنه فيه استراح من جميع عمله الذي عمل الله خالقًا) (تك 2: 12)....

 أنواع من المحبة

أنواع من المحبة

22 حزيران/يونيو 2015

توجد محبة طبيعية مثل المحبة بين البنوة والأبوة، لذلك شبه الله محبته لنا بمحبة الأب للأبناء.وتوجد محبة مكتسبة كمحبة الأصدقاء والأقرباء والزملاء، أو المحبة بين خطيب وخطيبته، أو بين زوج...

 الأخوة الأوائل

الأخوة الأوائل

02 تموز/يوليو 2015

وهكذا كانت مشكلة هابيل، أن قربانه كان مقبولًا أمام الله، فتضايق أخوه، ويقول الكتاب في ذلك:"فاغتاظ قايين جدًا، وسقط على وجهه" (تك 4: 5).إذن قايين لم يكن يسعى إلى محبة...

 التعب بين النفس والروح

التعب بين النفس والروح

22 حزيران/يونيو 2015

هناك مريض إن قيل له إن حالته خطيرة، قد تتعب نفسه، ولكنه يستعد لأبديته فتستريح روحه. بينما لو خدعوه وصورا له الأمر بسيطا لراحة نفسه وشغلوه بمسليات عالمية، لا يهتم...

 الحب أولًا لله

الحب أولًا لله

22 حزيران/يونيو 2015

ان أردنا أن نفهم المحبة على أساسها الحقيقي، الكتابي، فينبغي أن نضع أمامنا هذه الحقيقة وهى:المفروض أن المحبة موجهة أولا وقبل كل شيء إلى الله تبارك اسمه..وهذا ما يقوله لنا...

 الحسد والغيرة

الحسد والغيرة

02 تموز/يوليو 2015

المشكلة تكمن في عدم وجود استعداد داخلي.لا تقل "إنني أذهب إلى الكنيسة ولا أستفيد".. لأن غيرك يذهب ويستفيد. لو كنت تريد أن تستفيد لاستفدت. إن لم تستفد من القداس، يمكنك...

 الخروج من محبة الله

الخروج من محبة الله

02 تموز/يوليو 2015

* لا شك أن كسر الوصية كان عملًا ضد محبة الله. لأن الرب يقول: "الذي عنده وصاياي ويحفظها فهو الذي يحبني" (يو 14: 21). ويقول القديس يوحنا الحبيب "من قال...

 الموت

الموت

02 تموز/يوليو 2015

"يوم تأكل منها موتًا تموت " (تك 2: 17). كان الموت هو العقوبة الأساسية للخطية. والكل قد خضع له، مات آدم وحواء، ومات كل نسلهما، وسيموت النسل الذي يولد فيما...

 تحذيرات الله قبل الخطية

تحذيرات الله قبل الخطية

02 تموز/يوليو 2015

ما أعمق هذا الحنو، في معاملة الله للخطاة..إنه يظهر لقايين، أول إنسان هلك على الأرض. ويكلمه، ويشرح له التجربة التي أمامه، وينصحه، بل ويناقشه أيضًا: "لهذا سقطت على وجهك؟ ليس...

 قوة الصلاة وقوة الإيمان

قوة الصلاة وقوة الإيمان

22 حزيران/يونيو 2015

نوع آخر من القوة، هو قوة الصلاة.. الصلاة القوية في إيمانها، وفي حرارتها، وفي انسحاقها وفي روحياتها، التي يمكن أن تصعد إلى السماء وتأتى بالاستجابة. كثيرون يشعرون بقوة الشخص الذي...

 كل جليات له داود

كل جليات له داود

16 حزيران/يونيو 2015

1- صراحة : أنت ترى أن تكون صريحاً في الدفاع عن الحق.. ولكن صراحتك كثيراً ما تجرح الناس فيستاؤون ويأخذون منك موقفاً، راجع نفسك كم شخصاً استخدمت معه هذا الأسلوب...

 مشكلة ثنائية وفقدان الثقة

مشكلة ثنائية وفقدان الثقة

02 تموز/يوليو 2015

إن معرفة الشر عند كثيرين، ارتبطت بشهوة الشر، أو على الأقل ارتبطت بالصراع بين الخير والشر.وعاش الإنسان حياته في هذا الصراع، وتشوهت أفكاره بمعرفة الشر، وجلبت له هذه المعرفة الظنون...

آباؤنا‏ ‏الرسل‏ ‏القديسون تنوع‏ ‏في‏ ‏الشخصية‏ ‏والظروف

آباؤنا‏ ‏الرسل‏ ‏القديسون تنوع‏ ‏في‏ ‏الشخصية‏ ‏والظروف

28 تموز/يوليو 2011

تحتفل‏ ‏الكنيسة‏ ‏بعيد‏ ‏الرسل‏ ‏القديسين‏ ‏يوم‏ 5 ‏أبيب‏ ‏من‏ ‏كل‏ ‏عام‏ ‏الموافق‏ 12 ‏يوليو‏,‏في‏ ‏موعد‏ ‏ثابت‏ ‏لايتغير‏ ‏في‏ ‏كل‏ ‏عام‏.‏وإن‏ ‏كان‏ ‏يسمي‏ ‏عيد‏ ‏الرسل‏,‏إلا‏ ‏أنه‏ ‏بوجه‏ ‏خاص‏ ‏عيد‏ ‏استشهاد‏ ‏القديسين‏...

آباؤنا‏ ‏الرسل‏ ‏القديسون لقداسة البابا شنودة

آباؤنا‏ ‏الرسل‏ ‏القديسون لقداسة البابا شنودة

04 أيار 2010

‏بعيد‏ ‏الرسل‏ ‏القديسين‏ ‏يوم‏ 5 ‏أبيب‏ ‏من‏ ‏كل‏ ‏عام‏ ‏الموافق‏ 12 ‏يوليو‏,‏في‏ ‏موعد‏ ‏ثابت‏ ‏لايتغير‏ ‏في‏ ‏كل‏ ‏عام‏.‏وإن‏ ‏كان‏ ‏يسمي‏ ‏عيد‏ ‏الرسل‏,‏إلا‏ ‏أنه‏ ‏بوجه‏ ‏خاص‏ ‏عيد‏ ‏استشهاد‏ ‏القديسين‏ ‏بطرس‏ ‏وبولس‏.‏...

أحبوا ذواتهم محبة ضارة للبابا شنودة الثالث

أحبوا ذواتهم محبة ضارة للبابا شنودة الثالث

11 أيار 2010

هناك أشخاص فيما يريدون أن يبنوا أنفسهم، يهدمونها! وإذ يعملون على تحقيق ذواتهم، يفقدونها! إنهم أولئك الذين يحبون ذواتهم محبة خاطئة تكون ضارة بهم ... فمَن هم؟ وما نوعية أخطائهم؟

أسباب القلق لقداسة البابا شنودة الثالث

أسباب القلق لقداسة البابا شنودة الثالث

11 أيار 2010

للقلق أسباب كثيرة تختلف من شخص إلى آخر حسب نوع نفسيته، ونوع الظروف التي يمرّ بها

« »

الشباب والإنتماء - لنيافة الأنبا موسى

earthالانتماء احتياج أساسى للإنسان، لا سيما فى فترة الشباب، التى فيها تتكون ملامح الشخصية، وتتحدد توجهات الشباب المستقبلية. ولكن المؤسف أن البعض يتصور الانتماء نوعاً من "الصفقات"، التى فيها يتغلب الأخذ على العطاء... فيصير الانتماء إضافة إلى الذات وقيمة أنانية فردية أو طائفية أو حتى جماعية، لهذا يقول بعض الشباب: كيف انتمى إلى مصر، وأنا

لا أنال كل حقوقى، لا أجد فرصة عمل جيدة، ولا فرصة سكن، ولا فرصة زواج.

الحقيقة أن هذا التفكير غير سليم، فالانتماء أساساً احتياج إنسانى، متعدد الزوايا، وهو مكسب بحد ذاته.. كيف؟

أولاً : الإنتماء إحتياج إنسانى :

فعلاً، فهو جزء أساسى من الطبيعة الإنسانية، وهو احتياج متعدد الزوايا لأنه:

1- إحتياج نفسى :

فإن كان الجهاز التنفسى للإنسان غرائز واحتياجات نفسية موروثة، مع عواطف وعادات واتجاهات مكتسبة، يكون الإنتماء أحد الحاجات النفسية الأساسية، التى بدونها لا تستقيم النفس، ولا يسعد الإنسان. وكما يحتاج الإنسان نفسياً إلى الأمن، والحب، والتقدير، والنجاح، والتفرد، والمرجعية، يحتاج إلى الإنتماء.

يستحيل أن يسعد الإنسان فى وضع "اللامنتمى"، إذ يحس أنه فى حالة فراغ، ووحشة، وعزلة رهيبة، وكأنه معزول فى جزيرة موحشة، وكل ما حوله ظلام ورعب ووحوش! وهو بذلك يقترب من إحساس بعض الوجوديين الملحدين الذين كانوا يقولون: "الجحيم هو الآخر"، فهم يعيشون وحشة الذات وعزلة الأنا ورفض الآخر!! ويتصورون أن الآخرين يعطلون تقدمهم، ويعرقلون نجاحهم، وإمكانية تحقيق ذواتهم.. مع أن الحقيقة أننى لا أكتمل إلا بالآخر، فهو عون وسند، وفيه يتحقق الحب، والتعلم، والاقتداء، ومن خلاله تتكون الأسرة، والجماعة، والمجتمع.

إن فكر المسيح له المجد، يدعونا إلى العطاء، مؤكداً أنه "مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ" (أع 35:20). وهذه حقيقة اختباريه، عملية وعلمية، وليست مجرد وصية دينية. فالجحيم الحقيقى هو "الانحصار فى الذات"، وقديماً قال الآباء: "إن المشيئة الذاتية هى الجحيم"، فالإنسان الأنانى دائماً كاره ومكروه، أما الإنسان المعطاء فهو دائماً محب ومحبوب.. ومن هنا تبدأ السعادة، والسلام النفسى.

2- إحتياج إجتماعى :

فالانتماء يشبع هذه الحاجة أيضاً، وأقصد الحاجة إلى الآخر، وإلى الاحتكاك والتفاعل، والتعاون والتناسق، والاتحاد والشركة. فالإنسان أصلاً "مخلوق إجتماعى"، وهو يحيا السعادة من خلال انتمائه للجماعة، أخذاً وعطاءً، وبخاصة كلما زاد عطاؤه عن أخذه. الإنسان المنحصر فى ذاته يحيا جحيم الرغبات الجامحة، والطموحات المحققة وغير المحققة، والعداء مع كل من حوله، وكل من يقف فى طريق أنانيته. أما الإنسان المحب للآخرين، والذى انسكبت فى قلبه محبة الله بالروح القدس (رو 5:5)، فهو دائم الفرح والسلام، دائم العطاء والتفاعل، يحب الجميع، ويحبه الجميع، يسعد الآخرين بحبه، ويسعد هو بحب الآخرين، وشعاره المفضل فى الحياة هو: "كن معطاء تعيش سعيداً".

الإنسان مخلوق إجتماعى، فمن الزواج، إلى الأسرة، إلى الكنيسة، إلى الوطن، إلى البشرية... يحقق انتماءه فى دوائر متتالية، تتسع شيئاً فشيئاً، قدر ما اتسعت جدران قلبه، بسبب سكيب الحب الإلهى فى داخله!

ولعل لنا فى الأنبا بولا - أول السواح - أنموذجاً رائعاً فى الانتماء، وهو الراهب المتوحد لعشرات السنين، لا يرى إنساناً، ولا يراه إنسان، فحينما ألتقى به القديس الأنبا أنطونيوس وجدناه يسأله عن أمرين: كفاح القديس أثناسيوس ضد الآريوسية، وذلك نتيجة انتمائه للكنيسة المقدسة، ومدى انتظام فيضان النيل، نتيجة انتمائه للوطن الأم. أما وجدانياً فالمتوحد اتحد بالله، ومن خلال هذا الاتحاد المقدس، يتحد ببقية أعضاء الجسد المقدس، أى الكنيسة، وبقية مواطنيه فى الوطن بل حتى أخوته فى الجنس البشرى عموماً.

كم بالحرى إذن ينبغى أن يكون الخادم والمواطن العادى، فى ضرورة الارتباط بأخوته، والنمو فى المشاركة والتفاعل؟

3- إحتياج روحى :

والانتماء أيضاً احتياج روحى إذ كيف أستطيع أن أمارس حياتى الروحية بدون "الآخر"؟ الآخر فرصة حب، وتعاون، وتعلم، وقدوة، واحتكاك، وتلمذة، واكتساب فضائل، ونمو روحى... فحتى لو ضايقنى الآخر، فهنـا أتعلم الحب!!. فالحب البشرى هو الحب "بسبب"، أما الحب الإلهى فهو الحب "بالرغم من" حتى الأعداء يعلموننى الصفح والحب، حينما أخذ فى أحشائى نوعية الحب الإلهى القادر على الصفح والعطاء.

إن الرب قبل أن يخلق حواء، أشعر آدم بالحاجة إلى "الآخر"، من خلال مرور الحيوانات والطيور أمامه، إذ وجد كل نوع منها ذكراً وأنثى، "وأما لنفسه لم يجد معيناً نظيره" (تك 20:2)، إذ شعر آدم باحتياجه هذا، خلق الرب حواء من إحدى ضلوعه، من منطقة الوسط، حتى لا تتسيد عليه أو تستعبد له، بل تكون "نظيراً" مساوياً، قريباً من القلب ومحبوباً. ومن خلال هذا الاتحاد الزيجى المقدس، يكون العطاء للآخر، وعطاء الزوجين للأولاد، والمجتمع، وللكنيسة.. امتداداً للجنس البشرى، وإضافة إلى عدد القديسين فى الملكوت.

لاشك أن الاحتكاك بالآخر هو طريق النمو الروحى، واكتساب الفضائل، واتحاد الحب، وفرصة الخدمة.

ثانياً: الإنتماء... دوائر:

ربما يسأل الشباب: ما هى دوائر الانتماء فى حياتنا، إذا كان الانتماء هكذا مهما وهكذا مفرحاً؟

هناك دوائر متعددة، تتسع شيئاً فشيئاً فتخلق من الإنسان، إنساناً كونياً أى أن يتسع قلبه ليشمل الكون بأسره، لأنه أختبر الحب اللانهائى، الذى هو الله، وهذه بعض الدوائر:

1- دائرة الأسرة :

أضيق الدوائر، ولكنها مهمة، فالإنسان المنتمى إلى أسرته سيحب والديه وأخوته، ولن يفعل ما يشين أسرته، أو يعوق مسيرة أخوته.

تصوروا عضواً فى الأسرة وقد انحرف أو فسد.. ألا يؤذى الأسرة كلها فى سمعتها! ولو أن فتاة انحرفت مثلاً، ألا تعطل زواج أخوتها وأخواتها، وبالعكس، فالعضو المسيحى الصادق فى مسيحيته، والمخلص فى انتمائه، سيفكر فى أسرته قبل نفسه، لأنه إنسان غير أنانى، يعطى قبل أن يأخذ، وحتى دون أن يأخذ.

2- دائرة الطائفة :

فهذا أرثوذكسى مقتنع بعقيدة كنيسته، يحيا طقوسها ويشبع بألحانها، ويتشفع بقديسيها، ويمارس حياتها، ويحس من خلال الأفخارستيا أنه فى شركة حية، ذات أبعاد رباعية: شركة مع الله، وشركة مع السمائيين، وشركة مع أخوته فى الكنيسة، وشركة مع أخوته فى البشرية، إذ يصلى من أجل العالم كله.

والكنيسة علمتنا أن نكون متسعين حتى للغريب، واليتيم، والأرملة، والضعيف، وأن نصلى من أجل الرئيس، والوزراء، والزروع، والثمار، والمياه، والأهوية، والنيل... الخ

لذلك فالإنسان يجب أن يحس بانتمائه إلى كنيسته القبطية الأرثوذكسية، بماضيها وحاضرها ومستقبلها، كعضو حىّ فيها.

3- دائرة المسيحية :

فالأرثوذكسى الصادق يحب أخوته المسيحيين فى الطوائف الأخرى، كالكاثوليك والإنجيليين، فى صدق يبرهن على سلامة مسيحيته. فالسيد المسيح يشتاق أن نتحد فى الإيمان، وهذا لن يتم إلا من خلال المحبة، والحوار اللاهوتى، والاحترام المتبادل، وحتى إذا رفض الإنسان المسيحى الهراطقة غير المسيحيين من أمثال السبتيين وشهود يهوه، إلا أنه لا يكرههم بل يرجو لهم التوبة، والعودة إلى حظيرة الإيمان المسيحى السليم. أن يتمسك بمسيحيته وأرثوذكسيته، دون أن يدفعه التمسك إلى التعصب أو احتقار الآخرين أو ضيق القلب.

4- الانتماء للوطن :

ومن منا لا يفخر بانتمائه لمصر؟! إن قلوبنا تهتز فرحاً حينما نسمع نشيداً لمصر، أو حينما نسمع عن انتصارمصرى حققه أبناء مصر. سواء فى ميادين السياسة أو العلم أو الفن أو الأدب أو الرياضة وغير ذلك...

فما أسعدنا بتاريخنا، وحضارتنا، وآثارنا، وروحنا المتميزة.

نعم

ما أسعدنا بمصر... التى باركها الرب منذ القديم ووطأتها أقدام المسيح، والقديسين، والأنبياء...

كيف لا نسعد بالانتماء لها ؟ وكيف لا نتقدم لخدمتها، ونرفع رايتها عالياً فى كل المحافل الدولية؟

وهنا أهمس فى أذنك يا أخى الشاب، ويا أختى الشابة: عل يشارك كل منكما فى واجبه الوطنى بالعمل الجاد، والأمانة المسيحية، والمواطنة الصالحة، وهل يقوم كل منكما بدوره الوطنى فى تقديم الفكر والرأى والنموذج، سواء فى مجاله الصغير، أو فى المجالات العامة كالانتخابات؟

5- الانتماء للبشرية :

هل من المعقول أن نرى الشباب الفلسطينى يصرخ من الاحتلال الإسرائيلى المتعسف، ولا نعيش معه أحاسيسه؟! شباب يطالب بحقه فى الحياة، والوطن، والكرامة الإنسانية، وهى أبسط حقوق الإنسان، ويصرخ فى وجه العدو الذى أغتصب أرضه وهويته بالسلاح، ولا يريد أن يسمع لصوت الحق والضمير، وكيف لا أحس بالتعاطف معه، والمسيحية ضمير وحق؟!

والسود المضطهدون فى جنوب أفريقيا، لمجرد أنهم يطلبون المساواة بين البشر، كيف لا نحس بقضيتهم؟! وكيف لا نصرخ فى وجوه البيض، أنتم قساة القلب، وما تمارسونه ليس من المسيحية، وحتى ليس من الإنسانية.

والمطحونين فى الأرض بالجفاف والمجاعة، والظلم والقهر، كيف لا نحس بهم، والكتاب يقول: "اذكروا المقيدين كأنكم مقيدون معهم، والمذلين كأنكم أنتم أيضاً فى الجسد" (عب 3:13).

إن المسيحية الحقيقية تلتزم بقضايا المجتمع، وهى ضمير العالم، والكنيسة جسد المسيح المقدس، تحتضن كل البشرية، وتجتهد فى نشر المحبة والعدالة بين الناس.

ثالثاً: مقومات الانتماء :

يحتاج الإنسان الراغب فى الانتماء إلى المقومات التالية:

1- الحب الإلهى :

فلا انتماء بدون حب!! الحب هو المعبر إلى الآخر!! وهو وسيلة الاتحاد داخل الأسرة، وفى الجماعة الكنسية، والجماعة الوطنية، والبشرية عموماً.. الحب يعطى بسخاء، ويهب دون انتظار المقابل، ويصفح حتى عن الأعداء، ويتحد بالآخرين ويتواصل معهم فى كل ظروف حياتهم "فرحاً مع الفرحين وبكاء مع الباكين" (رو 15:12).

2- الوعى :

فلا انتماء بدون وعى.. الإنسان الواعى بذاته، وبالآخر، وبالرب، وبالوطن.. هو الإنسان القادر على ممارسة الانتماء. نحتاج أن نتواصل على كل المستويات: داخل الأسرة والكنيسة والمجتمع.. نحتاج أن نتثقف وندرس كل تيارات الفكر المعاصر، وظروف المجتمعات المختلفة، وهموم الإنسان فى كل مكان نحتاج إلى ذهن مفتوح وقلب مفتوح، ليمكننا أن نتفاعل مع الآخرين عطاء وأخذاً.

3- المرونة القوية :

فالإنسان المنتمى سيحتك مع آخرين، ربما لا يعيشون قيمه ومبادئه وإيمانه.. ولكنه لابد وأن يتعامل معهم... إذن فلتكن لديه المرونة فى الله، التى تمكنه من الإفراز والتمييز، فى المواقف المختلفة، وهكذا يسير مع الآخرين حينما يكون الاتجاه سليم، ويرجع سائراً ضد التيار، حينما يكون الاتجاه سقيماً. إنه كالسمكة الحية، القادرة على اختيار الاتجاه الذى يروق لها، سواء مع التيار أو ضده، وليس كالحوت الميت، الذى يسير مع التيار إلى أن يقذفه البحر إلى الشاطئ.

4- الإسهام الإيجابى :

فالمسيحية أبداً ما كانت ديناً سلبياً، يعزلنا عن حركة الحياة، وتيارات المجتمع.. بل هى قوة ديناميكية قادرة على التفاعل الخلاق، والعطاء الإيجابى، لهذا فالمسيحى الحقيقى يتحرك تجاه أخوته فى الوطن، بحب صادق، ويشترك فى نشاطات المدرسة والكلية والاتحاد والنقابة والانتخابات والأحزاب... مقدماً صورة طيبة ومؤثرة، للإنسان المسيحى، الصادق والمعطاء.

رابعاً: فوائد الانتماء :

لاشك أن الانتماء حينما يسود حياتنا، يعطينا بركات كثيرة على المستويين الفردى والجماعى:

1- الاستقرار النفسى :

إذ أن الانتماء - كما ذكرنا آنفا - هو احتياج نفسى، ضمن الاحتياجات النفسية المختلفة: كالحاجة إلى الحب والأمن والتقدير والنجاح وتحقيق الذات.. الخ.

لذلك فالإنسان المنتمى يكون مستقراً من الناحية النفسية، لا يحس بالاغتراب، ولا يقلق من المشاكل، ولا تحدث له هجرة داخلية، إذ ينعزل عن الناس، ويسخط على كل شئ.

2- الإحساس بدور :

فالانتماء فرصة للمشاركة، والقيام بدور ما، سواء فى حياة الأسرة أو الكنيسة أو المجتمع أو العالم كله والكنيسة تدعونا: "صلوا من أجل خلاص العالم" لهذا فالإنسان المنتمى مشغول بدوائر تتسع إلى ما لا نهاية، ويجتهد أن يعمل شيئاً: كلمة، فعل محبة، نشر الخير، خدمة الآخرين،

تفكير للمستقبل، تطوير، إضافة، إسهامه... فهذه كلها تعطيه الإحساس بمعنى الحياة، وبأن له دوراً فيها.

3- الوحدة الوطنية :

التى يستحيل أن تبنى على أسس راسخة بغير انتماء. فالانتماء للوطن يعطينى إحساس الحب له، ولكل مؤسساته، ورجالاته، وطموحاته، ويشعرنى بمسئوليتى نحو همومه وآلامه، ويفتح قلبى على أخوتى فى الوطن، مسلمين ومسيحين دون تفرقة دينية، ودون تقوقع مريض، ودون

نفسية أقليات مريضة.. بل بالعكس فالإنسان المسيحى مطالب بأن ينشر الحب والخير فى كل مكان وزمان، ومع كل إنسان، بغض النظر عن فارق الدين أو العرق.

أضف تعليق


كود امني
تحديث

Video

قديسن الكنيسة القبطية

 آدم وحواء والوقت

آدم وحواء والوقت

† آدم وحواء سمعوا الحديث بين الله والحية "أضع عداوة بينك وبين المرأة وبين نسلك...

جدو كرمشة و مشاكل الشباب

gangona مش عارفه تعيش

gangona مش عارفه تعيش افكار رايحه و جايه مابتنتهيش اليأس غيره مافيش

مقالات الأنبا رافائيل

 الإفخارستيا سر الكنيسة

الإفخارستيا سر الكنيسة

الكنيسة هى مجال عمل السيد المسيح الخلاص…الخلاص الذى تممه السيد المسيح لنا على ا...

مقالات القمص أثناسيوس جورج

المَسِيحِيَّةُ الإِسْمِيَّةُ

سلام لحضراتكم جميعًا.. برجاء نشر هذه المقالة المتواضعة.. لكم مني كل شكر وتقدير.. المَسِيحِيَّةُ الإِ...

(الصَّوْمُ الكَبِيرُ (رؤية آبائية

الصوم المسيحي لا يقف عند الانقطاع عن الطعام، لكنه صوم يتجه نحو الحواس والقلب، صوم الكيان بجملته، للت...

سنوات مع أسئلة الناس للبابا شنودة

ما هي الصلوات التي تقال أثناء الميطانيات؟

يمكن أن تكون صلاة تذلل أمام الله واعتراف بالخطايا أمام الله مع طلب الرحمة. ففي كل ميطانية يعترف الإن...

هل يجوز التبخير في المنازل؟

إن كان أحد الأباء الكهنة يرفع بخوراً في بيت، فهذا جائز، ونافع. فمن الممكن أن يصلي أحد الأباء الكهنة...

مقالات القمص إفرايم الانبا بيشوى

قالوا عن يسوع المسيح

هو يسوع المسيح

هو يسوع المسيح

في الكيمياء حول الماء الى شراب في الاحياء لقد ولد بدون الحمل الطبيعي في الفيزياء فانه دحض قانون الج...

المسيح الرب القائم من الأموات

المسيح الرب القائم من الأموات

لا يمكن ان يؤثر على ايماني بالمسيح الرب القائم من بين الأموات اي شيء من هذا القبيل ، بالنسبة لي كل ه...

مقالات القمص داود لمعى

 مبدأ الاحترام: احترام الأهل للأبناء

مبدأ الاحترام: احترام الأهل للأبناء

1- اتخاذ تصرفات أو أخطاء أبنائنا وسيلة لإضحاك الآخرين!الموقف: جلسة عائلية من ضمن أفرادها بنت في سن...

البشاشة

مقدمة الزواج المسيحي... هو عمل إلهي... يقوده روح الله ليعطى طعم من السعادة والفرح والحب الإلهي كمقد...

تدريبات روحية

13ـ الـصــوم ـ بقلم القمص ميخائيل جرجس صليب

عندما سأل تلاميذ يوحنا السيد المسيح قائلين "لماذا نصوم نحن والفريسيون كثيراً وأما تلاميذك فلا يصومون...

4 ـ الاتضاع ـ بقلم القمص ميخائيل جرجس صليب

4 ـ الاتضاع ـ بقلم القمص ميخائيل جرجس صليب

ـ4ـ الإتـضـاعإذا كانت الكبرياء قد أسقطت رئيس ملائكة من السماء .. عندما قال فى قلبه "أصعد إلى السموات...

تم التطوير بواسطة شركة ايجى مى دوت كوم
تصميم مواقع مصر - ايجى مى دوت كوم