لأن الصوم هو بلا شك فترة توبة. وتداريب التوبة كثيرة نذكر منها:
التركيز علي نقطة الضعف أو الخطية المحبوبة.
وكل إنسان يعرف تماماً ما هي الخطية التي يضعف أمامها، ويتكرر سقوطه فيها، وتتكرر في غالبية اعترافاته. فليتخذ هذه الخطايا مجالاً للتداريب علي تركها أثناء الصوم. وهكذا يكون صوماً مقدساً حقاً.
وقد يتدرب الصائم علي ترك عادة ما.
وهي من الخطايا المشهورة التي يقع فيها كثيرون. وربما تشمل التداريب مجموعة من خطايا اللسان تعود الإنسان السقوط فيها، فيدرب نفسه في الصوم علي التخلص منها واحدة فواحدة.
خذ نقطة الضعف التي فيك، واجعلها موضوع صلواتك وجهادك خلال هذا الصوم.
ركز عليها التركيز كله، من جهة الحرص و التدقيق، ومن جهة مقاومة هذه الخطية. واسكب نفسك أمام الله، وقل له: نجني يارب من هذه الخطية. أنا معترف بأنني ضعيف في هذه النقطة بالذات، ولن أنتصر عليها بدون معونة منك أنت. إرحم يارب ضعفي وعجزي. لا أريد أن أنتهي من هذا الصوم، قبل أنت تنتهي هذه الخطية من حياتي. أجمع آيات الكتاب الخاصة وضعها أمامك، لتتلوها باستمرار. لتكن فترة الصوم هذه هي فترة صراع لك مع الله، لتنال منه قوة تنتصر بها علي خطاياك. درب نفسك خلال الصوم علي هذا الصراع. وقل: مادام الصوم يخرج الشياطين حسب قول الرب، فليته يخرج مني خطاياي مادام هو مع الصلاة يخرج الشياطين.
من كتاب روحانية الصوم للبابا شنودة