لا شك أن هناك محاولات مشكورة من فرق كثيرة من الشباب الراغبين في تقديم ما يناسب الذوق "الشبابي" الآن، من ترانيم وكليبات، ولكن وسط هذا الزحام وآلاف الترانيم: هل هناك من معايير لضبط هذه الأعمال، وعناصر تضمن كنسيتها ونجاحها ؟
في رأيي أن الترنيمة القبطية لها أربع ركائز:
1- كلمات جيدة: تعبيرات قوية، موزونة جيداً، مستوفاة قواعد الشعر أو الزجل. وتقوم الكلمات مجتمعة معاً بعرض فكرة لاهوتية أو عقائدية أو كتابية. كما يراعى أن تكون الكلمات سليمة ُلغوياً ومشكّلة جيداً، بحيث تسهل قراءتها.
2- لحن متميّز: تتسم الترنيمة القبطية بالإيقاع الهادئ، فالإيقاع السريع ُيحرك الجسد، وقد وصف أحدهم بعض الترانيم الحالية بأنها تخاطب الجسد لا الروح، ومن غير اللائق اقتباس لحن علماني لكلمات كنسية، لأنه أية شركة للنور مع الظلمة، فإن من شأن ذلك أن يجعل الطفل والفتى يستسيغ الأغاني العلمانية الهابطة.
3- حسّ مرهف: ويقول العامة عن صاحب مثل ذلك الصوت: "حسه ُحلو" وليس صوته حلو!، فهناك فرق بين الصوت الجهوري القوي ذو المساحات العريضة، والقادر على التنقل بين مختلف المقامات. ولكن المقصود بالحس هنا هو إحساس المرنم بما يقول وتفاعله معه.
4- الموسيقى المصاحبة: إذا كانت هناك ضرورة للموسيقى المصاحبة: فلتكن خفيفة ولضبط الإيقاع فقط، وهادئة تكاد لا ُتسمع، بينما استخدام الإيقاعات الصاخبة يخرج الترتيلة عن الوقار الكنسي والروح التصوفية.
فإذا اكتملت هذه العناصر معاً، جاءت الترتيلة مثالية مؤثرة تشيع البهجة القلبية والتعزية الروحية.