مريم أحبت يسوع وأحبت الجلوس عند قدميه تسمع وتتعزى .. تركت كل شيء: العالم وما فيه .. بعد أن سمعت السيد المسيح لم تعد تود سماع شيء آخر أو شخص آخر وبعد أن شاهدته لم تر سواه. كانت تسمع كلاماً كثيراً غير أنها لم ُتدخل سوى كلام النعمة المملح بالروح القدس .. نست كل شيء وتبعت المسيح .. مثلها في ذلك مثل
كل من سمعه ولم يستطع بعدها أن يتركه إلى آخر .. وكان مألوفاً أن ُيرى يسوع سائراً وحوله وخلفه عشرات بل مئات من مريديه .. وعندما عرض على تلاميذه الرجوع عن المسير خلفه وتبعيته أجابوا متعجبين: إلى من نذهب .. كلام الحياة الأبدية عندك.
هكذا تحررت مريم من كل ما حولها ونست حتى واجبات الضيافة للزائر الغالي .. وعندما احتجت مرثا لدى يسوع كيف تتركها مريم تخدم وحدها، وطلبت من الرب أن يأمرها بمساعدتها عاتبها السيد بلطف بأن مريم قد اختارت النصيب الصالح، وأن عليها هي ألاّ تضطرب لأجل أمور كثيرة لأن الحاجة إلى واحد .. إن هذا الواحد وهو المسيح فيه الشبع وفيه الكفاية لأنه اللانهائي. فليكن الله أولاً ودائماً.