هناك رأي غريب منتشر في الأوساط الغربية، مؤداه أن بطرس الرسول بشر في روما ومعه مارمرقس (تلميذه، كاتبه، سكرتيره، ترجمانه حسبما تقول تلك الروايات!) وأن بطرس الرسول لم يكتب إنجيلا فتوسل أهل روما إلى مارمرقس فكتب لهم العطات التي سمعها من القديس بطرس أو كتب ما أملاه عليه بطرس ولذلك يسمون إنجيل مرقس "مذكرات بطرس" !!!
وأصحاب هذا الرأي يحاولون تأييده بشهادات من الخارج منسوبه إلى بعض الآباء في القرون الأولى وبأدلة من داخل الإنجيل نفسه الذي يقولون أنه أظهر ضعفات بطرس وأخفى ما يمجده تواضعاً من القديس بطرس صاحب الإنجيل الحقيقي.
أول رواية منسوبة للآباء في هذا المجال هي رواية بابياس التي تقول أن أهل روما طلبوا من مرقس أن يترك لهم أثرا مكتوبا عن التعالي التي سبقت أن وصلتهم شفاها من بطرس! فكتب بدون ترتيب كل ما تذكره عن ما قاله المسيح أو فعله لأنه لا سمع الرب ولا تبعه ولكنه فيما بعد تبع بطرس الرسول!!!!!!
لو صدقنا هذه الرواية في أن مرقس لا سمع الرب ولا تبعه كان لزاما علينا أن نكذب عقيدة كنيستنا في مارمرقس ، إذ تلقبه ناظر الإله والرسول وتعتقد أنه كان واحد من السبعين، ويجُمع علماء الكتاب على أنه الشاب الذي تبع الرب ليلة القبض عليه وكان يلبس إزارا على عريه (مرقس14) ما أغرب هذا الكلام أن مارمرقس لا سمع الرب ولا تبعه !!! كيف هذا وقد كانت أمه إحدى المريمات اللائي تبعن المسيح وفي بيته صنع الرب الفصح وفيه غسل أرجل التلاميذ وفيه سلمهم جسد ه ودمه وألقى خطابه عليهم. إن ربع إنجيل يوحنا تقريبا يختص بحديث الرب وعمله في بيت مارمرقس (يو13-17).